ستجدون هنا نصائح قيمة تساعدكم على تحسين التركيز والمذاكرة، وكيفية التعامل مع التحديات الدراسية. بالإضافة إلى أفضل الممارسات التعليمية التي يمكن للأساتذة الاستفادة منها لتعزيز تجربة التدريس وتحفيز التلاميذ نحو التعلم المثمر
يعد مجال التعليم أحد المجالات الأقل تطوراً عبر العصور، فعلى الرغم من تطور أنواع العلوم المختلفة وارتقائها، إلا أن طريقة التعليم ظلت واحدة وثابتة مع بعض الاستثناءات، ولكن في السنوات الأخيرة بدأ التربويّون يهتمون بطريقة إيصال المعلومة للطلاب إلى جانب الاهتمام بالمعلومة نفسها، وظهرت طرق حديثة عديدة للتعليم، وجميعها تعتمد على الطالب كعنصر مهم في العملية التعليمية بدلاً من الاعتماد الكامل على المعلم.
مفهوم أسلوب التعليم
كثيراً ما يتم الخلط بين مفهومي "أسلوب التعليم" و"طريقة التعليم"، وعادة ما يُعاملان على أنهما وجهان لعملة واحدة، ولكن هناك اختلاف جوهري بين المفهومين وهو يتمثل كالتالي:
أسلوب التعليم: هو سلوك يتخذه المعلم دون الآخرين ويصبح سمة خاصة به، ولا يمكن أن يتماثل أسلوب معلم مع معلم آخر تماماً، ولذلك لا يمكن عد أو حصر أساليب التدريس، فلكل معلم أسلوبه.
طريقة التدريس: هي نمط عام يتخذه عامة المعلمين، وذلك في موقف تعليمي معين، وكل معلم ينفذ طريقة التدريس بأسلوبه الخاص والفريد.
أساليب التعليم الحديثة
هناك أساليب حديثة للتعليم ولتوصيل المعلومة بطريقة صحيحة، وهي كالتالي:
المحاضرة
هي أقدم طرق التدريس وهي الأكثر انتشاراً واستخداماً بين المعلمين، وتعد من الطرق التقليدية للتدريس، وذلك إذا استُخدِمت وحدها خلال الحصة الصفية، ولكن إذا تم استخدامها بشكل صحيح بمزجها بطرق تدريس أخرى فإنها يمكن أن تكون من الطرق الحديثة.
تعتمد طريقة المحاضرة على المعلم بشكل أساسي، حيث يقوم بطرح المعلومة على الطلاب وبشكل سردي وتوضيحي، والطالب يعمل كمُستقبِل للمعلومة فقط.
المناقشة
هي طريقة حديثة للتعليم، ويتم فيها إيصال المعلومة إلى الطالب من خلال مناقشة موضوع معين بشكل جماعي، أي بمشاركة جميع الطلاب في النقاش، حيث يقوم المعلم فقط بالإشراف على الطلاب وتوجيههم.
كما يقوم المعلم بإعطاء الطلاب مصادر مختلفة حتى يطّلع عليها الطلاب قبل المناقشة، فيحصلون على معلومات ابتدائية، ثم ومن خلال المناقشة التي يقودها المعلم ويشرف عليها، يتوصل الطلاب إلى المعلومة النهائية من خلال التفكير والاستنتاج.
نجد أن طريقة المناقشة تساعد على تنمية مهارات التعلم عند الطلاب، في حين أن الطريقة التقليدية تعطي المعلومة للطلاب بشكل جاهز دون تنمية أية مهارات للتعلم.
المشروع
يقوم الطالب بتطبيق المعلومات النظرية في المنهاج على شكل مشروع، وهذه الطريقة تسهم في بناء مهارات عقلية عُليا للطلاب، والتعلم بالعمل أو بالتطبيق يساعد على عدم نسيان المعلومة بسهولة وفهمها بشكل أوسع من فهمها من خلال المعلومة النظرية المكتوبة أو المسموعة. وهي تنمي مهارات التفكير والتحليل عند للطلاب.
حل المشكلات
فيها يقدم المعلم للطلاب مشكلة معينة كأن يطرح تساؤلاً عن شيء معين، ويترك الطلاب يفكرون بحل للمشكلة، وهي أيضاً تنمي مهارات البحث والتساؤل والتجريب وغيرها، حيث يقوم المعلم بالإشراف على العملية، فيعطي لمحة عن الإجابة أو قيادة العملية، ليفتح الطريق أمام الطلاب نحو الحل الصحيح.
الرحلات الميدانية
لا يشترط التعلم في الغرفة الصفية، أو المختبر، أو غيره على أرض المدرسة، حيث يمكن تعلم أية معلومة كانت بشكل مرح وتطبيقي على أرض الواقع، وفيه يتم استعراض المعلومات بشكل مميز ومختلف يشد انتباه الطلاب ويخرجهم من الجو الدراسي الروتيني المعتاد.
الأناشيد والقصص
هي مناسبة لبعض المواضيع التعليمية دون غيرها، وتكون في العادة للصفوف الثلاثة الأولى، وهي طريقة مرحة وتحبب الطلاب بالدراسة وبالتعلم، حيث يتعلم الطالب وهو يلعب ويستمتع.
نظام التعليم الشخصي
هي طريقة عادة ما تستخدم للصفوف الأكبر سناً، وفيها يقوم الطالب بالبحث عن المعلومة بنفسه مُستخدماً أية مصادر يرشده المعلم إليها، مثل كتب في مكتبة المدرسة أو مواقع إلكترونية أو حتى الكتاب المدرسي نفسه وغيره من المصادر، فيتعلم الطالب مهارات البحث والاستقصاء والتحليل وغيرها من المهارات العقلية.
الأسئلة الصفية
يلقي المعلم مجموعة من الأسئلة على الطلاب، ويبدأ الطلبة بالإجابة عليها بشكل جماعي وبشكل يشبه طريقة المناقشة، ولكن على شكل سؤال وجواب بدلاً من شكل الحوار المفتوح، وبالتدرج بالأسئلة يصل الطلاب في النهاية للمعلومة، حيث يصلون إليها بأنفسهم وباستنتاجهم الخاص دون أن يلقيها عليهم المعلم.
التعلم التعاوني
يقوم المعلم بتقسيم طلاب الصف إلى مجموعات، حيث يبحث أفراد كل مجموعة في مشكلة معينة أو سؤال معين، وبعدها تتشارك كل مجموعة ما تعلمته مع المجموعات الأخرى، والمعلم يدير الحوار وينظمه ولكن دوره يبقى هامشياً مقارنة بدور الطالب نفسه، حيث إن الطالب يتعلم العمل الجماعي والحوار البنّاء ويصل إلى المعلومة بنفسه دون أن تُلقى عليه.
اختيار طريقة التعليم المناسبة
يعتمد المعلم في اختياره على نوع المعلومة التي يريد تعليمها للطلاب، كما يعتمد ذلك على شخصية المعلم نفسه وعلى المرحلة العمرية التي يقوم بتدريسها. ويقوم المعلم الجيد باستخدام عدة طرق في الحصة الصفية الواحدة حتى ينوّع بطرق الحصول على المعلومة فلا يمل الطلبة.
يمكن أن يبدأ المعلم مثلاً بطريقة المحاضرة، فيعطي لمحة عن الدرس وعنوان الدرس، وبعدها يبدأ بطريقة الأسئلة الصفية فيطرح أسئلة تثير التفكير عند الطلبة وتوقد حماسهم لموضوع الدرس، وبعدها ينتقل في نهاية الحصة لطريقة المناقشة، فيتم التوصل للمعلومات والنواتج النهائية، وذلك عوضاً عن استخدام الطريقة التقليدية للتدريس، حيث يلقي ويسرد المعلم المعلومة على الطلاب ولا يهتم بما يفكرون ولا يناقشهم ولا يستمع إليهم.